قَصدَهُم من زيارةِ القبورِ الشِّرْك بالخالقِ وإيذاءِ المخلوقِ، فإنَّهُم إِذَا كَانُوا إِنَّمَا يقصِدُونَ بزيَارَةِ قبورِ الأنبياءِ والصَّالحين سُؤالَهُم أو السُّؤالَ عِندَهم، أو أنَّهُم لا يَقْصِدُون السَّلامَ عَلَيْهِم ولا الدُّعَاءَ لهم؛ كَمَا يُقْصَدُ بالصَّلاةِ عَلَى الجنازةِ، كَانُوا بذلك مشركين مُؤْذِين ظَالِمِينَ لمَنْ يسأَلُونَه، وكَانُوا ظالمِينَ لأَنفُسِهم، فجمَعُوا بَيْنَ أنواعِ الظُّلمِ الثَّلاثة، فالَّذِي شرَعَهُ اللهُ ورسولُه توحيدٌ وعدلٌ وإحسانٌ وإخلاصٌ وصلاحٌ للعبادِ في المعاشِ والمعادِ، وما لَمْ يَشرعْهُ اللهُ ورسولُه مِنَ العباداتِ المبتدعة فيهِ شركٌ وظلمٌ وإساءَةٌ وفسَادُ العبادِ في المعَاشِ والمعَادِ؛ فإِنَّ اللهَ تَعَالَى أمَرَ المُؤْمِنينَ بعبادَتِه والإحسانِ إِلَى عبَادِهِ كَمَا قالَ تَعَالَى {وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [النساء: 36] ، وَهَذَا أمرٌ بمعَالي الأخلاقِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يحِبُّ مكارِمَ الأخلاقِ، ويكْرَهُ سفَسَافِها، وقد رُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «بُعِثْتُ لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَْخْلاَقِ» ([1])، وقد ثَبَتَ عنه في الصَّحِيحِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى»، وقَالَ: «الْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الْمُعْطِيَةُ، وَالْيَدُ السُّفْلَى السَّائِلَةُ» ([2])، وَهَذَا ثابتٌ عنه في الصَّحِيحِ. فأين الإحسانُ إِلَى عبادِ اللهِ، من إيذَائِهم بالسُّؤالِ والشّحاذة لهم؟ وأين التَّوحيدُ للخالِقِ بالرَّغبَةِ إِلَيْهِ، والرَّجاءِ له، والتَّوكُّلِ عَلَيْهِ، والحُبِّ له؛ مِنَ الإشراكِ به بالرَّغبَةِ إِلَى المخْلُوقِ، والرَّجاءِ له، والتَّوكُّلِ عَلَيْهِ، والحبِّ له، وأن يحبَّ كَمَا يحبُّ الله؟ وأين صلاحُ العبدِ في عبودِيَّةِ اللهِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد