والذّلّ له،
والافتقار إِلَيْهِ؛ من فسادِه في عبودية المخلوقِ والذُّلّ له والافتقار
إِلَيْهِ؟ فالرَّسولُ صلى الله عليه وسلم أمرَ بتلك الأنواعِ الثَّلاثةِ الفاضلة المَحمُودة
الَّتِي تُصْلِحُ أمورَ أصْحَابِهَا في الدُّنْيَا والآخرَةِ، ونَهى عَنِ الأنواعِ
الثلاثةِ الَّتِي تُفسِدُ أمورَ أصْحَابِها، ولكنَّ الشَّيطانَ يأْمُرُ بخِلاَفِ
ما يأمرُ به الرَّسُولُ، قالَ تَعَالَى: {أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ
ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ٦٠وَأَنِ
ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ٦١وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلّٗا كَثِيرًاۖ
أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ ٦٢﴾ [يس:
60- 62] ، وقَالَ تَعَالَى: {وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ
ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧﴾ [الزخرف: 36- 37] ، وذِكْرُ الرَّحمنِ هُوَ الذِّكْرُ
الَّذِي أنزَلَهُ عَلَى رَسُولِه الَّذِي قالَ فيه: {إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ
وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9] ،
وقَالَ تَعَالَى: {وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا
مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ
نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ
صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٥٢ صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ ٥٣﴾ [الشورى: 52- 53] ، فالصِّراطُ المستقيمُ هُوَ ما
بعثَ اللهُ به رَسُولَه مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بفعلِ ما أمَرَ، وتركِ ما حظرَ،
وتصديقه فيما أخبرَ، ولا طريق إِلَى اللهِ إلاَّ ذَلِكَ، وَهَذَا سبيلُ أولياءِ
اللهِ المتَّقينَ، وحِزْبِ اللهِ المُفْلحِينَ، وجندِ اللهِ الغالِبِينَ، وكُلّ ما
خالَفَ ذَلِكَ فهو من طَرِيقِ أهْلِ الغَيِّ والضَّلالِ، وقَد نزَّهَ اللهُ
تَعَالَى نبِيَّهُ عن هَذَا وَهَذَا، فقَالَ تَعَالَى: {وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ ١مَا
ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ ٢ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 1- 4] ، وقد أمرَنا اللهُ سُبْحَانَهُ
أنْ نقولَ في صلاَتِنَا: {ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ
٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ
٧﴾ [الفاتحة: 6- 7]
،