وقد رَوَاه أبو الشَّيخِ الأصْبَهانـيُّ في كتابِ
«فضائِلِ الأعمَالِ» وفي هَذَا الكِتَابِ أحاديثُ كثيرةٌ كذبٌ موضوعةٌ، وروَاهُ
أبو مُوسَى المَدِينيّ من حَدِيثِ زيدِ بنِ الحُبَابِ عن عبْدِ الملِكِ بن هَارُون
بن عنترة وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، مع أنَّهُ لَيْسَ بالمتَّصلِ، قالَ أبو مُوسَى:
ورَوَاهُ مِحْرِزُ بنُ هِشَامٍ عن عبد المَلكِ عن أبِيهِ عن جَدِّهِ عَنِ
الصِّدِّيقِ رضي الله عنه ، وعبدُ الملكِ لَيْسَ بذاكَ القويِّ، وكَانَ بالري،
وأبوه وجدُّه ثِقتانِ.
قالَ الشَّيخُ
ابن تيمية: قُلت: عبدُ الملكِ بن هارون بن عنترة مِنَ المَعْرُوفين بالكَذِبِ،
قالَ يَحْيى بنُ معينٍ: هُوَ كذَّابٌ، وقَالَ السَّعديُّ: دجَّالٌ كذَّابٌ، وقَالَ
أبو حَاتِمِ بنُ حِبَّان: يَضَعُ الحَدِيثَ، وقَالَ النَّسائِيُّ: متروكٌ، وقَالَ
البخاريُّ: مُنكَرُ الحَديثِ، وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حنبل: ضَعِيفٌ.
ثُمَّ ذكرَ الشَّيخُ بقِيَّةَ أقوالِ العلماءِ فيه وفي النهايةِ أنَّهُ مَتْرُوكٌ؛ إما لتَعَمُّدِه الكَذِبَ، وإما لسُوءِ حِفْظِه وأنَّهُ لا حُجَّة فِيمَا يَرْوِيه، قالَ: ومِثْل ذَلِكَ الحديث الَّذِي رَوَاهُ عبدُ الرَّحْمنِ بن زيد بن أسْلَمَ عن أبيه عن جَدِّه عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ مَرْفُوعًا ومَوْقُوفًا عَلَيْهِ: «لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي، قَالَ: وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لأَِنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي، فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إلاَّ أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، فَقَالَ اللهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ، وَلَوْلاَ مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ»، وَهَذَا الحديثُ رواه الحَاكِمُ في «مَسْتدْرَكِه» ([1]) من حَدِيثِ عبدِ اللهِ بن مُسْلم الفِهريِّ عن إِسْماعِيلَ بن سَلَمَة عنه، قالَ الحاكمُ: هُوَ
([1])أخرجه: الحاكم رقم (4228).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد