النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، دلَّ عُدُولُهم
عَنِ التَّوسُّلِ بالأفضلِ إِلَى التَّوسُّلِ بالمَفْضُولِ أنَّ التَّوسُّلَ
المشروعَ بالأفضلِ لَمْ يَكُن مُمكنًا، يعني: أنَّهُ لمَّا ماتَ الرَّسُولُ صلى
الله عليه وسلم صار التَّوسُّلُ به ممتنعًا؛ لأنَّ التَّوسُّلَ المشروعَ هُوَ
التَّوسُّلُ بدُعَائِه، وقَدِ انتهى ذَلِكَ بموتِه صلى الله عليه وسلم .
قالَ الشَّيخُ:
وقَدْ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ
لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ
اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])، رواه مالِكٌ في «مُوَطَّئِهِ»، ورواه غَيرُه، وفي «سنن
أبي داود» عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا
عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([2])، وعنه أنَّهُ قالَ في مرضِ موتِه: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([3])؛ يحذِّرُ ما فَعَلُوا، قالت عَائِشَةُ: ولَولا ذَلِكَ
لأبْرَزَ قَبْرَه، ولكن كَرِه أن يتَّخِذَ مسجدًا.
وقَالَ الشَّيخ
أيضًا: وقَدْ كَانَ مِنَ الممكن أنْ يأتوا إِلَى قَبْرِه فيتوسَّلُوا به، ويقولُوا
في دُعَائِهم في الصَّحرَاءِ بالجَاهِ، ونحو ذَلِكَ مِنَ الألفاظِ الَّتِي
تتضمَّنُ القَسَم بمخلوقٍ عَلَى اللهِ عز وجل والسّؤال به، فيقولون: نَسْألُكَ أو
نُقْسِمُ عَلَيْكَ بنَبِيِّكَ أو بجَاهِ نَبِيِّكَ ونحو ذَلِكَ مِمَّا يفْعَلُه
النَّاسُ، لكِنَّهُم عَدلُوا عَنْ ذَلِكَ لعلْمِهِم أنَّ هَذَا لا يَجُوزُ.
قالَ شَيخُ الإسلامِ ابن تيمية رحمه الله في بيانِ أنَّ التَّوسُّلَ بدعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ في حياتِه وأَمَّا بعدَ موتِه فإِنَّ ذَلِكَ لا يُشْرعُ ولا يَجُوزُ، قالَ: لَيْسَ في طلبِ الدُّعَاء منه الَّذِي هُوَ مَعْنى التَّوسُّلِ به ضرر بل هُوَ
([1])أخرجه: مالك رقم (85)، وأحمد رقم (7358).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد