×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

شَيۡءٞۖ [الشورى: 11] رَدٌّ للتَّشبِيه والتَّمثيلِ، وقَولُهُ: {وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] ردٌّ للإلحادِ والتَّعطيلِ.

ثُمَّ بَيَّنَ رحمه الله نوعَ الإثباتِ والنفْيِ اللَّذَينِ جاءَ بهما الرُّسلُ صلوات الله وسلامه عَلَيْهِم في صفَاتِ اللهِ عز وجل فقَالَ: واللهُ سُبْحَانَهُ قد بعَثَ رُسُلَه بإثباتٍ مفصَّلٍ، ونفْيٍ مُجمَلٍ فأثْبَتُوا للهِ الصِّفاتِ عَلَى وجْهِ التَّفصيلِ، ونفوا عنه ما لا يصلحُ لَهُ مِنَ التَّشبيهِ والتمثيلِ كَمَا قالَ تَعَالَى: {فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا [مريم: 65] ، قالَ أهلُ اللُّغةِ: {هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا [مريم: 65] ؛ أي: نظيرًا يستحِقُّ مثل اسمِه، ويقال: مُساميًا يسَامِيه.

وذكرَ الشَّيخُ أمثلةً كثيرةً للنَّفيِ المجملِ الواردِ في القُرْآنِ الكريمِ، ثُمَّ قالَ: وأَمَّا الإثباتُ المفصَّلُ فإِنَّهُ ذَكَرَ من أسمائِه وصفاتِه ما أنزَلَهُ في محكمِ آياتِه؛ كقولِهِ: {ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ [البقرة: 255] ، الآية بكامِلِها، وقَولُهُ: {قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ [الإخلاص: 1- 2] ، السُّورةُ، وقَولُهُ: {وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ [التحريم: 2] ، {وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ [الروم: 54] ، {وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] ، وذكر رحمه الله أمثلةً كثيرةً لذلك، إِلَى أن قالَ: إِلَى أمثالِ هَذِهِ الآياتِ والأحاديثِ الثابتة عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في أسماءِ الرَّبِّ وصفاتِهِ، فإن في ذَلِكَ من إثباتِ ذاته وصِفَاتِه عَلَى وجْهِ التَّفصيلِ، وإثبات وحدانيته بنَفْيِ التَّمثيل ما هدَى اللهُ به عبادَهُ إِلَى سواءِ السَّبيلِ؛ فهذه طريقَةُ الرُّسُلِ صلوات الله وسلامه عَلَيْهِم أجمعين، وأَمَّا من زاغَ وحادَ عَنْ سَبِيلِهم مِنَ الكُفَّارِ والمشركينَ والَّذِينَ أُوتوا الكتاب ومن دخلَ في هَؤُلاَءِ مِنَ الصَّابئةِ والمتفلْسِفَةِ والجَهمِيَّةِ والقرامِطَةِ والباطِنِيَّةِ ونحوهم، فإنَّهُم عَلَى ضدِّ ذَلِكَ يصفونه بالصِّفاتِ السَّلبيَّةِ عَلَى وجْهِ التَّفصيلِ، ولا يُثبتُون إلاَّ وُجُودًا مطلقًا لا حقيقةَ لَهُ عِنْدَ


الشرح