الثالث: أنَّهُ ينفِي تِلْكَ الصِّفاتِ عَنِ اللهِ عز وجل بغيرِ
علمٍ فيكونُ مُعطِّلاً لما يستحِقُّه الرَّبُّ.
الرابع: أنَّهُ يصفُ الرَّبَّ بنقيضِ تِلْكَ الصِّفاتِ من صفاتِ
الأمواتِ والجماداتِ أو صفاتِ المعدوماتِ؛ فيكونُ قد عطَّلَ به صفاتِ الكمالِ
الَّتِي يستحِقُّها الرَّبُّ، ومثله بالمنقوصات والمعدومات، وعطَّلَ النُّصوصَ
عمَّا دلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ الصِّفاتِ، وجعل مَدْلُولَها هُوَ التمثيلُ؛ فيكونُ
مُلحِدًا في أسمَاءِ اللهِ وآياتِهِ.
مثال ذَلِكَ:
أنَّ النُّصوصَ كُلَّها دلَّتْ عَلَى وصفِ الإله بالعُلُوِّ والفوقِيَّةِ عَلَى
المخلوقاتِ واستوائه عَلَى العرشِ؛ فأمَّا عُلُوُّه ومباينتُه للمخلوقاتِ
فيُعْلَمُ بالعقلِ الموافقِ للسَّمعِ، وأَمَّا الاستواءُ عَلَى العرشِ فطريقُ العلمِ
به هُوَ السَّمعُ، ولَيْسَ في الكتابِ والسُّنَّةِ وصفٌ لَهُ بأَنَّهُ لا داخلَ
العالمِ ولا خارجه ولا مُباينه ولا مداخله؛ فيظُنُّ المتوهِّمُ أنَّهُ إِذَا
وُصِفَ بالاستواءِ عَلَى العرشِ كَانَ استِوَاؤُه كاستِوَاءِ الإنسانِ عَلَى ظهورِ
الفُلكِ والأنعامِ، كقولِه: {وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ
كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡفُلۡكِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مَا تَرۡكَبُونَ ١٢ لِتَسۡتَوُۥاْ
عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ
وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ
مُقۡرِنِينَ ١٣﴾ [الزخرف: 12- 13]
، فيُخَيَّلُ لَهُ أنَّهُ إِذَا كَانَ مُستويًا عَلَى العرشِ كَانَ مُحتَاجًا
إِلَيْهِ كحاجَةِ المستوي عَلَى الفلكِ والأنعامِ، فلو غرقَتِ السَّفينَةُ لسقطَ
المستوي عَلَيْهَا، ولو عثَرَتْ الدَّابَّةُ لخرَّ المستوي عَلَيْهَا ثُمَّ يرِيدُ
أن ينفِي هَذَا الزَّعمَ.
إِلَى أنْ قالَ رحمه الله : ثُمَّ قد عُلِمَ أنَّ الله تَعَالَى خلقَ العالمَ بعضَهُ فوقَ بَعْضٍ، ولَمْ يجعَلْ عَالِيَه مفتقرًا إِلَى سَافِلِه، فالهواءُ فوقَ الأرضِ ولَيْسَ مُفتَقِرًا إِلَى أن تَحمِلَه الأرضُ، والسَّحاب أيضًا فوقَ الأرضِ، ولَيْسَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد