فقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا
هُوَ الشِّرْكُ؛ أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13] ([1]).
وقَالَ تَعَالَى: {وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ﴾ [البقرة: 40] ، {وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ﴾ [البقرة: 41] ، ومن هَذَا
البابِ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقولُ في خطْبَتِه: «مَنْ يُطِع
اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّ إلاَّ
نَفْسَهُ، وَلَنْ يَضُرُّ اللهَ شَيْئًا» ([2])، وقَالَ: «لاَ
تَقُولُوا مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ
ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ» ([3])؛ ففي الطَّاعةِ قرَنَ اسمَ الرَّسُولِ باسْمِه بحَرفِ
الوَاوِ، وفي المشيئَةِ أمَرَ أن يجْعلَ ذَلِكَ بحَرْفِ «ثُمَّ»، وذَلِكَ لأنَّ طاعَةَ الرَّسُولِ طاعةٌ للهِ، فمن أطاعَ
الرَّسُولَ فقَدْ أطاعَ الله، وطاعةُ اللهِ طاعة الرَّسُولِ، بخلافِ المَشيئَةِ
فلَيْسَتْ مَشيئَةَ أحَدٍ مِنَ العبادِ مَشيئة للهِ، ولا مشيئة اللهِ مستلزمَة
لمَشِيئَةِ العبادِ، بل ما شاءَ اللهُ كَانَ وإن لَمْ يشأ النَّاسِ، وما شاءَ
النَّاسُ لَمْ يَكُنْ إن لَمْ يشَأ اللهُ.
ثُمَّ تكلَّمَ
الشَّيخُ -رحمه الله تَعَالَى - عَنْ حقِّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:
الأصلُ
الثاني: حقُّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فعلينا أنْ نُؤْمنَ به، ونُطِيعَه، ونتَّبِعَه، ونُرضِيَه، ونُحِبَّه،
ونُسَلِّمَ لحُكْمِه، وأمثال ذَلِكَ، قالَ تَعَالَى: {مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ
أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80] .
وقَالَ تَعَالَى:
{وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ﴾ [التوبة: 62] .
وقَالَ تَعَالَى: {قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ
([1])أخرجه: البُخْارِيّ رقم (32)، ومسلم رقم (124).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد