اللهُ بها، وعَنْ كَعْبِ بنِ عَجُرَةَ قَالَ: «أَلاَ
أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ فَذَكَرَ الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ ([1])، وَرَوَى ابنُ مَاجَه فِي سُنَنَه عَنْ أَبِي هُريرةَ
عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَفْضَلُ
الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ عِلْمًا، ثُمَّ يُعَلِّمَهُ
أَخَاهُ الْمُسْلِمَ» ([2])، وَقَالَ مُعاذُ بنُ جبلٍ: عَلَيْكُمْ بِالعِلمِ فَإِنَّ
طلَبَهُ عِبَادَةٌ، وَتَعَلُّمَهُ للهِ حَسَنَةٌ، وَبَذْلُهُ لأَِهْلِهِ قُرْبَةٌ،
وَتَعْلِيمُهُ لِمَنْ لاَ يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وَالبَحْثُ عنْهُ جِهَادٌ،
ومُذَاكَرَتُهُ تَسْبيحٌ، وَلِهَذَا كَانَ مُعَلِّمُ الخيرِ يستَغْفِرُ لَهُ كُلُّ
شيءٍ حتَّى الحِيتَانُ في البَحرِ، واللهُ وملائِكَتُهُ يُصَلُّونَ على مُعَلِّم
الناسِ الخَيرِ؛ لِمَا في ذلكَ مِن عُمومِ النَّفعِ لِكُلِّ شَيءٍ.
وعَكْسُهُ
كاتِمُو العِلمِ فإِنَّهُم يَلْعَنُهُم اللهُ ويلعَنُهُم اللاَّعِنُونَ، قال
طائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ: إذا كتَمَ النَّاسُ العِلمَ فعُمِلَ بالمَعَاصِي
احتَبَسَ المَطَرُ، فتَقُولُ البَهَائِمُ اللَّهُمَّ العنْ عُصَاةَ بَنِي آدَمَ
فإنَّا مُنِعْنَا الْقَطْرَ بِسَبَبِ ذُنُوبِهم.
ثُمَّ عادَ الشيخُ رحمه الله إلى بيانِ اضطرابِ عُلَمَاءِ الكَلامِ وَحَيْرَتِهِم فَقَالَ إِنَّكَ تَجِدُ أهلَ الكَلاَمِ أَكْثَرَ النَّاسِ انتِقَالاً مِن قَولٍ إلى قولٍ، وَجزمًا بالقَولِ فِي موضِعٍ وجَزمًا بِنَقِيضِهِ، وتَكْفِيرَ قائِلِه فِي موضِعٍ آخَرَ، وهذَا دَلِيلُ عَدَمِ اليَقِينِ؛ فَإِنَّ الإِيمَانَ كما قَال فيه قَيصرٌ لمَّا سألَ أبَا سفيانَ عمَّن أَسْلَمَ معَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هل يرجِعُ أَحَدٌ منْهُم عن دِينِهِ سَخِطَة له بعدَ أن يدخُلَ فيه؟ قَال: لا، قَالَ: وكذَلِكَ الإيمَانُ إِذَا خالَطَ بشاشتُه القُلوبَ لا يَسْخَطُهُ أحدٌ ([3]) وَلِهَذَا قَال بَعضُ السَّلَفِ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا للخُصُومَاتِ أكْثَرَ التنقُّلَ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3370)، ومسلم رقم (406).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد