بِها، أو يَكُونُ مِن
كَلاَمِ المُتَشَبِّهينَ بِأَولِياءِ اللهِ مِن ذَوِي الزَّهادَاتِ والعِبَادَاتِ
والمقَامَاتِ وليس هُو مِن أولياءِ اللهِ المُتَّقِينَ، بل مِنَ الجَاهِلينَ
الظَّالِمينَ المُعْتَدَينَ أو المُنَافِقينَ أوِ الكَافِرينَ.
وهَذا كَثِيرٌ ملأَ العَالَمَ، تَجِدُ كُلَّ قَومٍ يَدَّعُونَ
مِن الاخْتِصَاصِ بالأَسْرَارِ والحقائقِ مَا لا يَدَّعِي المُرسَلُونَ، وأنَّ
ذَلِكَ عِنْدَ خَواصِّهِم، وأنَّ ذلك لا يَنْبَغِي أن يُقَابَلَ إلاَّ بِالتَّسليمِ،
ويَحْتَجُّونَ بذلكَ بِأحادِيثَ موضوعةٍ وتَفسيرَاتٍ بَاطِلةٍ، مثلُ قَولِهم عَنِ
عُمَرَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَتَحَدَّثَ هُو وأَبُو بَكرٍ
بِحَديثٍ وكُنتُ كَالزِّنجيِّ بينَهُما، فيَجْعَلُونَ عُمرَ معَ النبيِّ صلى الله
عليه وسلم وصدِّيقِهِ كالزِّنْجِيِّ وهُو حَاضِرٌ يَسْمَعُ الْكَلامَ، ثم يَدَّعِي
أحَدُهُم أنه عَلِمَ بذلِكَ بِمَا قُذِفَ فِي قَلْبِه، ويدَّعِي كلٌّ مِنهُم أنَّ
ذَلِكَ هُو ما يَقُولُهُ مِن الزُّورِ وَالبَاطِلِ، فمِنْهُم مَنْ يَجْعَلُ للشيخِ
قَصَائِدَ يُسَمِّيها: جُنَيبَ الْقُرآنِ، ويَكُونُ وَجْدُهُ بِها وفَرحُهُ
بِمضُمونِها أَعْظَمَ منَ القُرآنِ، ويَكُونُ فيهَا مِنَ الكَذِبِ والضَّلالِ
أمورٌ، ومِنهُم مَن يَجْعَلُ له قَصَائدَ في الاتِّحَادِ وأنًّهُ خالِقُ جَميعِ
الخَلْقِ، وأنه خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأرضِ وأنه يُسْجَدُ له ويُعْبَدُ، ومِنهُم
مَن يَصِفُ ربَّه في قَصائِدِه بِمَا نَقَلَ فِي المَوضُوعَاتِ مِن أصنافِ
التمثيلِ والتَّكييفِ والتَّجْسِيمِ التي هِيَ كَذِبٌ مُفترًى وكُفرٌ صريحٌ، مِثلُ
مُواكَلَتِهِ ومُشَارَبَتِه ومُمَاشَاتِه ومُعانَقَتِه ونُزُولِهِ إِلَى الأَْرْضِ
وقعُودُهُ فِي بَعْضِ رِياضِ الأرضِ ونَحْوِ ذلكَ، ويَجْعَلُ كلُّ منهم ذَلِكَ مِن
الأسرارِ المَخْزُونةِ والعُلومِ المَصُونَةِ التي تَكُونُ لِخَواصِّ أولياءِ
اللهِ المُتَّقينَ.
ومِن أَمْثِلةِ ذَلك: أنكَ تَجِدُ عندَ الرَّافِضَةِ
والمُتَشَيعةِ ومَن أخذَ عَنْهُم، مِن دَعْوى عُلُومِ الأَسْرَارِ والْحَقَائِقِ
الَّتِي يَدَّعُون أَخْذَها عَنْ أَهلِ الْبَيتِ، إمَّا مِن العُلومِ الدينيَّةِ،
وإمَّا مِن عِلمِ الحَوَادِثِ الكَائِنَةِ ما هُو عِنْدَهُم مِن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد