×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

 اللهِ؛ كما قالَ تَعالَى: {جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا [فاطر: 1] وكما قال: {وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ عُرۡفٗا [المرسلات: 1] ؛ فالمَلاَئِكةُ رسلُ اللهِ فِي تَنْفِيذِ أَمْرهِ الكَونِيِّ الَّذِي يُدَبِّر به السَّمَاوَاتِ والأرضَ؛ كما قال تعالى: {حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ [الأنعام: 61] ، وكما قال: {بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ [الزخرف: 80] ، وَتَنْفِيذُ أمرهِ الدِّينيِّ الَّذي تَنْزِلُ به المَلائِكَةُ؛ فإنه قال: {يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ [النحل: 2] ، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ [الشورى: 51] ، وقال تعالى: {ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ [الحج: 75] .

ومَلائِكَةُ اللهِ لا يُحْصِي عَدَدَهم إلاَّ اللهُ كما قالَ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا وَلَا يَرۡتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ [المدثر: 31] ، وقِيلَ لَهُم - أَيْ للذينَ يَقُولُونَ: المَلائِكَةُ هِي العُقُولُ والنُّفُوسُ - : الذِي فِي الكِتَابِ والسُّنَّةِ مِن ذِكْرِ المَلائِكَةِ وكَثْرَتِهم لا يُحْصَرُ حَتَّى قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إلاَّ مَلَكٌ قَائِمٌ أَوْ قَاعِدٌ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ» ([1])، وقال تعالى: {تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الشورى: 5] ، فَمَنْ جَعَلَهُم عَشْرَةً أَوْ زَعَمَ أنَّ التِّسعةَ عَشَرَ، أو زعمَ


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2312)، وابن ماجه رقم (4190)، وأحمد رقم (21516).