الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه كما يحرم على الإنسان أن يأكل مال غيره بالباطل يحرم عليه أن يأكل مال نفسه بالباطل فلا يجوز له أن يصرف ماله في حرامٍ، أن يشتري به المواد المحرمة من المسكرات والمخدرات والدخان والقات، أو يشتري به أشياءً محرمةً؛ فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نطيب أموالنا وما نأكله في أجوافنا أن يكون ذلك من حلالٍ ولا يقول الإنسان هذا مالي أنا أتصرف فيه. هو مالك لكنك مسئولٌ عنه؛ لأنه مال الله ولكن الله اختبرك وامتحنك به وسيسألك عنه وأنت مستخلفٌ فيه فأحسن الصرف فيه لا تنفقه في حرامٍ لا تنفقه في شهواتٍ محرمةٍ، وكذلك الإسراف والتبذير حرامٌ، لا يجوز للإنسان أن يسرف في إنفاقه، وفي بذله. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا ٢٦ إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا ٢٧﴾ [الإسراء: 26، 27]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا﴾ [الفرقان: 67]، وكذلك الذي يسافر بالأموال إلى بلاد الكفر وينفقها في معصية الله هناك ينفقها في شهواتٍ محرمةٍ وفي بلادٍ محرمٌ السفر إليها هذا من أكل
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد