في الإيمان
باليوم الآخر
والاستعداد له
الحمد لله ﴿ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ
وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ﴾[المُلك: 2]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير
النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتذكروا اليوم الآخر تذكروا
مستقبلكم وما تصيرون إليه فإن الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة
التي ورد النص عليها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان
باليوم الآخر يقتضي الاستعداد له بالأعمال الصالحة، والتوبة من الأعمال السيئة،
سماه الله باليوم الآخر؛ لأنه بعد الدنيا، ولا يأتي بعده يومٌ آخرٌ فهو اليوم
الأخير الدائم المؤبد، وسماه الله يوم القيامة لقيام الناس من قبورهم لرب
العالمين، والقيامة قيامتان: قيامةٌ صغرى بالنسبة لكل فردٍ، وذلك بالموت فإن من
مات فقد قامت قيامته، وقيامةٌ كبرى، وهي انتقال هذا العالم إلى الدار الآخرة، إلى
اليوم الآخر، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى القيامتين في القرآن في سورة الواقعة ذكر
في أولها القيامة الكبرى: ﴿إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا ٤ وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا ٥ فَكَانَتۡ هَبَآءٗ
مُّنۢبَثّٗا ٦﴾ [الواقعة: 4- 6]، وذكر القيامة الصغرى في آخر
السورة ﴿فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ ٨٣ وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ ٨٤ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ
مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ ٨٥ فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ ٨٦ تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ
صَٰدِقِينَ ٨٧﴾ [الواقعة: 83- 87]، فذكر أن الناس سينقسمون عند
القيامتين
الشرح