×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 تأملات في سورة الفاتحة

﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ [سبأ: 1].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الغفور الشكور وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمة القرآن الذي منَّ الله به عليكم وأمركم بقراءته وتلاوته وتدبره والعمل به، فإنه القرآن العظيم والذكر الحكيم، وحبل الله المتين من تمسَّك به نجا ومن تركه من جبار قصمه الله، إنه قرآنٌ عظيمٌ وذكرٌ حكيمٌ، أعظم سورةٍ فيه سورة الفاتحة وأعظم آيةٍ فيه آية الكرسي، وسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وكلام الله كله عظيمٌ مباركٌ ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [ص: 29].

إن أعظم سورةٍ فيه هي سورة الفاتحة هذه السورة العظيمة التي تسمى سورة الفاتحة؛ لأنها افتتح بها المصحف عند كتابته وتسمى السبع المثاني والقرآن العظيم كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها سبع آياتٍ ولأنها تُثنَّى أي تُكرر قراءتها في كل ركعةٍ من ركعات الصلاة، وتسمى أم القرآن؛ لأن القرآن كله يرجع إلى ما أُجمِلَ فيها من المعاني فهي تشتمل على التوحيد بأنواعه الثلاثة وتشتمل على إثبات الرسالات وتشتمل على إثبات البعث والجزاء والحساب، وتشتمل على الرد على جميع الطوائف


الشرح