في مواسم
الخير وحالة
المسلم بعدها
الحمد لله على فضله وإحسانه يوالي على عباده مواسم الخيرات ليغفر لهم
الذنوب ويرفع لهم الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقبل التوبة
عن عباده ويعفو عن السيئات وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أول سابقٍ إلى الخيرات صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما أولاكم من النعم العظيمة التي أعظمها أن جعل لكم مواسم للعبادة تمر عليكم يوميًّا وأسبوعيًّا وسنويًّا يكفِّر الله بها خطاياكم ويرفع بها درجاتكم ويضاعف لها حسناتكم فضلاً منه وتكرمًا وإحسانًا إليكم قال صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَت الْكَبَائِرَ» ([1])، وقال: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ» ([2])، فهذه فضائل عظيمةٌ تمر في حياة المسلم أولها الصلوات الخمس التي شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري على باب أحدنا يغتسل منه في اليوم والليلة خمس مراتٍ فلا يبقى من درنه شيءٌ، فكذلك الصلوات الخمس يكفِّر الله بها الخطايا قال الله جل وعلا: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114]، فهذه الصلوات
([1]) أخرجه: مسلم رقم (233).
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد