×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في الحث على انتهاز العمر

في العمل الصالح

الحمد لله على فضله وإحسانه، جعل في تعاقب الشهور والأيام والأعوام عبرةً لأولي الأبصار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أن حصيلتكم من هذه الدنيا هي أعماركم التي تعيشونها فيها، وما قدمتم فيها من عملٍ فستجدونه عند الله مدخرًا لكم. قال الله تعالى عن أهل الجنة ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ [الحاقة: 24]، وأخبر سبحانه وتعالى عن أهل النار أن أحدهم يقول ﴿يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي [الفجر: 24]، ويقول قائلهم عن الموت: ﴿رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ [المنافقون: 10]، ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الأنعام: 27]، وكل ميتٍ فإنه سيندم إن كان صالحًا فإنه يندم على ألا يكون تزود من الخير وإن كان شقيًّا فإنه سيندم على ما ضيَّع من حياته وأوقاته في غير طاعة الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢  إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣ [العصر: 1- 3] أقسم سبحانه وتعالى في هذه السورة العظيمة الوجيزة، أقسم سبحانه وتعالى -وهو الصادق ولو لم يقسم- ولكنه سبحانه أقسم ليؤكد لعباده ما أقسم عليه 


الشرح