×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في الأخوة الدينية ومتطلباتها

الحمد لله رب العالمين. جعل المؤمنين إخوةً متحابين متعاونين على الخير متناصحين عن الشر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الناصح الأمين -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

·       أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: 10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» ([1]). وقال في خطبته عام حجة الوداع في يوم النحر: «أيها الناس، أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قالوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتْ حَتَّى ظَنوا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. ثم قال: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قالوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتْ حَتَّى ظَنوا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. ثم قال: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟!» قالوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتْ صلى الله عليه وسلم حَتَّى ظَنوا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. ثم قال: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الْبَلَدُ الْحَرَام؟» قالوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قال: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الشَّهْرُ الْحَرَام؟» قالوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قال: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قالوا: بَلَى يَا رَسُولَ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2564).