الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واعلموا أنه لقبول الدعاء أسبابٌ، ولعدم قبوله أسبابٌ فأعظم أسباب قبول الدعاء
الاستجابة لله عز وجل، وحضور القلب. قال سبحانه:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ
ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ
يَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]. أما الدعاء من القلب الغافل اللاهي فإنه لا يستجاب، كما
جاء ذلك في الحديث، وكذلك من أسباب قبول الدعاء أكل الحلال والتغذي بالحلال، ومن
موانع قبول الدعاء أكل الحرام، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في
الذي يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب، يا رب ومطعمه حرامٌ وملبسه
حرامٌ وغُذِّي بالحرام فأنى يستجاب لذلك، ومن موانع قبول الدعاء الاعتداء في
الدعاء قال سبحانه: ﴿ٱدۡعُواْ
رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]، ومن
الاعتداء في الدعاء رفع الصوت في الدعاء حتى يبعث ذلك على الرياء والسمعة ولذلك
قال: ﴿وَخُفۡيَةًۚ﴾ أو يؤذي من حوله من المصلين
أو التالين لكتاب الله، الذين يشتغلون في الدعاء فلا يرفع الإنسان صوته بالدعاء
والاستغفار والذكر وإنما يدعو ويرفع صوته بقدر ما يسمع نفسه، وكذلك من الاعتداء في
الدعاء الابتداع بأن يدعو الله بدعاءٍ لم يرد في
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد