×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

بمناسبة نهاية العام الهجري

الحمد لله مصرف الأيام والشهور ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ [الملك: 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعتبروا بمرور الليالي والأيام والسنين والشهور واعلموا أنها من أعماركم وأنها خزائن أعمالكم، وفي يوم القيامة تفتحون هذه الخزائن عن خيرٍ أو شرٍّ حسب ما أودعتموه فيها حينما يقال لأهل الخير ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ [الحاقة: 24]، وحينما يُقال لأهل النار ﴿أَوَ لَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر: 37].

أيها المسلمون، إننا في هذه الأيام نودع عامًا هجريًّا قد انقضى ونستقبل عامًا جديدًا لا ندري هل ندركه وهل نستكمله أم لا؟ لنفكر في العام الماضي كم ولد فيه من مولودٍ! وكم مات فيه من مفقودٍ! وكم عملنا فيه من خيرٍ أو شرٍّ؟ ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ [آل عمران: 140] إن الأمم لها تاريخها والمسلمون لهم تاريخهم، الأمم لهم تاريخهم الذي ليس فيه إلا الكفر والشرك والعناد ومحاربة الله ومحاربة رسله، والمسلمون لهم تاريخهم المليء بالخير والمليء بالأمجاد، المشركون على اختلاف مللهم


الشرح