في فضائل
الذكر
الحمد لله رب العالمين، جعل مفتاح الجنة لا إله إلا الله، ومن لقي الله جل
وعلا بها يوم القيامة كفَّر الله عنه ذنوبه وخطاياه. وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واذكروا
الله ذكرًا كثيرًا، وسبحوه بكرةً وأصيلاً ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ
تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ﴾ [الأنفال: 2].
فذكر الله عز وجل به حياة القلوب وصلاح الأعمال، فأكثروا من ذكر الله عز وجل في جميع أوقاتكم كما أمركم الله سبحانه وتعالى بذلك واعلموا أن أفضل الذكر: لا إله إلا الله، هذه الكلمة العظيمة. قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([1])فكلمة: لا إله إلا الله. هي كلمة الإخلاص؛ لأنها تخلص العبادة لله عز وجل وتُبطل عبادة ما سواه، ولا إله إلا الله هي كلمة التقوى، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا﴾ [الفتح: 26]، فهي كلمة التقوى؛ لأنها تقي من قالها من النار،
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد