الخطبة
الثانية
الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
جاء في الأثر: أنه ما نزل بلاءً إلا بذنبٍ ولا رُفِعَ إلا بتوبةٍ، فتوبوا إلى الله
جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، والتوبة هي الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى
وترك المعاصي والتزام الطاعات ولها شروطٌ لا تصح إلا إذا توفرت، الشرط الأول:
الإقلاع عن الذنوب أي ترك الذنوب تركًا نهائيًّا، أما الذي يتوب وهو مقيمٌ على
الذنوب والمعاصي وإنما يتوب بلسانه فقط فهذه توبةٌ غير صحيحةٍ، الشرط الثاني:
الندم على ما فات من الذنوب، بأن يندم الإنسان على ذنوبه وسيئاته ويخجل ويخاف من
الله سبحانه وتعالى أما الذي لا يندم ولا يستحيي من الله سبحانه ومما حصل منه فإن الله
لا يتوب عليه، وكذلك من شروط التوبة: العزم على ألا يعود إليها مدى الحياة، فمن
تاب توبةً مؤقتةً وفي نيته أن يرجع إلى المعاصي بعد ذلك فإن الله سبحانه وتعالى لا
يقبل توبته، والله جل وعلا يعلم ما في القلوب، فلا يخفى عليه خافيةٌ يعلم توبة
التائب الصحيحة وتوبة المخادع، وكذلك من شروط التوبة إذا كانت التوبة من مظلمةٍ
بينه وبين العباد بأخذ أموالهم أو الوقوع في أعراضهم أو ظُلمهم فلا بد أن يستحل
منهم، وأن يستبيح منهم وأن يرد عليهم ما أخذ من أموالهم وإلا فإن توبته لا تُقبَل
عند الله؛ لأن حقوق العباد
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد