في فضل العشر الأواخر
من رمضان
الحمد لله الذي فضَّل شهر رمضان على سائر الشهور، وخصَّ العشر الأواخر منه
بعظيم الأجور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفور الشكور، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
أهل الجد في العبادة والتشمير وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى،
واعلموا أن مرور الليالي والأيام يُنْقِصُ من أعماركم وتسجل فيه أعمالكم، فانظروا
على ماذا تطوون هذه الأيام، فقد مضى من شهركم العشرون الأول، وأنتم الآن على أبواب
العشر الأواخر منه، فانظروا ماذا قدمتم في العشرين التي مضت فمن كان محسنًا
فليواصل الإحسان فإن العمل بالتمام، ومن كان مسيئًا فعليه بالتوبة وحسن الختام،
فإن الأعمال بالخواتيم، لا سيما في هذا الشهر الكريم، والموسم العظيم.
عباد الله، إن العشر الأواخر من رمضان لها فضائل كثيرةٌ، أولها: أنها ختام هذا الشهر المبارك، وثانيها: إن هذه العشر خصَّها النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد اجتهادٍ وأعمالٍ صالحةٍ، فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم «أنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْر الأَْوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ شَمَّرَ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ» ([1]) فقوله: شمَّر وشدَّ المئزر، كنايةً عن الجد والاجتهاد
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد