في تكريم
الإنسان على غيره
من المخلوقات
الحمد لله القائل في محكم كتابه المبين: ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ
وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 70]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته
وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه بين يدي الساعة بشيرًا
ونذيرًا وداعيًّا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه،
واعلموا أن الله سبحانه وتعالى كرَّم بني آدم وسخَّر لهم ما يحملهم في أسفارهم
وتنقلاتهم سخَّر لهم ما يحملهم من الفلك والأنعام كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ
ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ﴾ [الإسراء: 70]، وكما قال سبحانه ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ
فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ﴾ [يونس: 22]، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ
ٱلۡفُلۡكِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مَا تَرۡكَبُونَ
١٢ لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ
ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ
وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ
مُقۡرِنِينَ ١٣ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا
لَمُنقَلِبُونَ ١٤﴾ [الزخرف: 12- 14] وغير ذلك من الآيات التي تدل على عظيم فضل الله على بني
آدم.
عباد الله، إن هذه نعمٌ عظيمةٌ، هذه
المركوبات البرية والبحرية والجوية، هذه المركوبات السريعة التي اختصرت المسافات،
وقرَّبت بين المتباعدات وهذه الطرق المعبَّدة المسهلة التي يسرها الله لعباده في
هذه الأزمنة، إنها نِعمٌ عظيمةٌ يجب شكرها واستعمالها بالطريقة النافعة
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد