إلا أن بعض الناس أو كثيرًا من الناس أساءوا استعمالها، أساءوا استعمال هذه
المركوبات وأساءوا استعمال هذه الطرق السهلة، فلم يتقيدوا بقواعد السير ولم
يتحكموا في هذه المركوبات على ما ينبغي وما يقلل من حوادثها المروعة، لقد أساءوا
استعمالها، مما نتج عن ذلك تلفيات عظيمةٌ في الأنفس وفي الأموال، والله جل وعلا
حرَّم الأنفس والأموال، فجعل لها حرمةً عظيمةً وجعل لها قيمةً تجب مراعاتها
والتقيد بها قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم
بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ
بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا ٣٠﴾ [النساء: 29، 30]. لقد تهور
كثيرٌ ممن يقودون هذه السيارات تهوروا في سيرهم، مما نتج عنه حوادثٌ مروعةٌ ذهب
بسببها كثير من الأنفس في هذه البلاد الآمنة، ذهب كثيرٌ من الأنفس التي تعد
بالآلاف في مدار السنة وأكثر منها من المعوقين الحسيرين الكسيرين الذين أصبحوا لا
يطيقون الحركة والمشي بعد أن كانوا أقوياء، بسبب هذه الحوادث التي تنتج عن تهور
هؤلاء المسرفين في سيرهم والذين لا يقدرون العواقب، ولا ينظرون في مصالح أنفسهم
وفي مصالح غيرهم. إنها مآسٍ عظيمةٌ تسمعون عنها دائمًا وأبدًا وترونها، فقد يخرج
الرجل بعائلته ولا يرجع منهم أحدٌ، وقد يحمل أنفسًا كثيرةٌ معهم في سيارته فيحصل من
نتيجة تهوره تلف هذه الأنفس كلها مما يعد بالعشرات كما تعلمون ذلك وتسمعونه،. فكم
من بيتٍ أُغلِق، وكم من أطفالٍ يُتِّموا بعد أن فُقِدَ عائلهم، وكم من أحزانٍ وكم
من همومٍ وكم من أوجاعٍ وكم من مصائب نتجت عن هؤلاء المتهورين
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد