في شأن
الصلاة
الحمد لله رب العالمين. جعل الصلاة ثانية أركان الإسلام، وأمر بالمحافظة
عليها، والمداومة عليها على الدوام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في
ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته العظام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله عليه وعلى
آله وأصحابه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه،
وعظِّموا قدر الصلاة، فمن أراد أن يعرف قدر الإسلام عنده فلينظر إلى قدر الصلاة
عنده. إن الله سبحانه وتعالى عظَّم شأن الصلاة؛ حيث فرضها على نبيه صلى الله عليه
وسلم فوق السماوات ليلة المعراج بدون واسطةٍ. فرضها عليه قبل الهجرة وبعد دعوة
التوحيد؛ لأنها ثانية أركان الإسلام، وأما بقية شرائع الإسلام فإنها فرضت على
النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وكانت تنزل عليه بواسطة جبريل ومما يدل على
قدر الصلاة أن الله أمر ببناء المساجد لها وأمر بالنداء لها وأمر بالاجتماع لها
وأمر بالطهارة لها فهذه الصلاة لها شروطٌ لا توجد في غيرها من العبادات مما يدل
على أهميتها ومكانتها عند الله سبحانه وتعالى، وهذه الصلوات الخمس هي أول ما يحاسب
عليه العبد يوم القيامة من أعماله فإن قُبِلَت قُبِلَت سائر أعماله وإن رُدَّت
رُدَّت سائر أعماله، وهذه الصلاة نوَّه الله بشأنها وأخبر عن فضلها قال سبحانه
وتعالى: ﴿وَأَقِمِ
ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ
وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45]، وهذه الصلاة يستعان بها على الشدائد، قال تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد