الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله، وكما أن على الوالدين مسئوليةً كبيرةً نحو الأولاد فكذلك على الأولاد
مسئوليةٌ كبيرةٌ نحو آبائهم إذا كبروا وذلك بالبر والإحسان؛ لأن الوالد إذا كبر
فإنه يحتاج إلى خدمةٍ، ويحتاج إلى نفقةٍ، ويحتاج إلى مؤانسةٍ، قال الله سبحانه
وتعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ
أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا
يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل
لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل
رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤﴾ [الإسراء: 23، 24]، كما
ربياني صغيرًا، فكما أحسنا إليك وربياك وأنت صغيرٌ لا تقدر على شيءٍ ولا تملك
شيئًا فعطفهما عليك وجفاؤهما عليك، وقاما بتربيتك روحيًّا وجسميًّا وتعبا عليك فرد
عليهما الجميل إذا كبرا واحتاجا إليك ﴿وَقُل
رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾ [الإسراء: 24]، عقوق الوالدين من أعظم الكبائر
بعد الشرك؛ لأن حق الوالدين يأتي بعد حق الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا
تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ﴾ [الإسراء: 23] جعل حق
الوالدين بعد حقه سبحانه وتعالى لهما حقٌّ عظيمٌ على الولد يجب عليه أن يقوم به،
وأن يرد الإحسان على والديه، ويشكر لهما صنيعهما، ولا يتكبر عليهما، وذلك بالبر
بالقول والعمل وجميع أنواع البر، فالولد يجب عليه أن يبرَّ والديه
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد