×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في التذكير بنعمة الإسلام

ووجوب التمسك به عند الفتن

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا خير أمةٍ أُخرِجَت للناس وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أكبر نعمةٍ أنعم الله بها على المسلمين قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3]، كان الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أقطار الأرض في جاهليةٍ جهلاء وضلالةٍ عمياءٍ، كانوا يعبدون الأصنام والأحجار والأشجار ويعبدون معبوداتٍ كثيرة، كلٌّ يعبد ما تهواه نفسه، وما أدرك آباءه دون رويةٍ ولا بصيرةٍ كانوا يأكلون الميتات ويأكلون الربا ويغتصبون أموال الناس ويغيرون عليهم كل قبيلةٍ تغير على القبيلة الأخرى فتسلب ما معها من الأموال وتقتل ما عندها من الرجال، وكانوا لا يجتمعون تحت رايةٍ واحدةٍ فمنهم من يخضع لدولة الفرس، ومنهم من يخضع لدولة الروم، ومنهم من يخضع للقبيلة، العنصرية هكذا كانت حالتهم فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق دعاهم إلى الإسلام، فمنَّ الله على من شاء بالهداية ودخلوا في دين الله شيئًا فشيئًا، إلى أن جاء الأوس والخزرج فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام وأن يهاجر إليهم في المدينة حتى ينصروه فهاجر المسلمون والرسول إلى المدينة ووفوا 


الشرح