الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وحافظوا
على أولادكم، حافظوا على أولادكم من صغرهم ربوهم على الإسلام ربوهم على الدين وعلى
الأخلاق الطيبة والعقيدة السليمة بادروهم من الصغر ولا تتركوهم إلى أن يكبروا
فإنكم لا تستطيعون ردهم، إذا كبروا لا تستطيعون ردهم عن الضلال، أما ما داموا
صغارًا فإنكم تستطيعون توجيههم وتستطيعون المحافظة عليهم قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا
أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ
عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي
الْمَضَاجِعِ» ([1]) من سن السابعة تبدأ مع أولادك بالتربية والتوجيه والملاحظة، ولا تتركهم
إلى أن يكبروا ثم تحاول ردهم فإنك لن تستطيع:
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت *** ولا تلين إذا
كانت من الخشب
فعليكم أن تبادروا أولادكم بالتربية السليمة والمنهج السليم، واعلموا أنكم في وقت فتنٍ وفي وقت شرٍّ إلا من رحم الله فحافظوا على أولادكم في البيوت، حافظوا على أولادكم في الشوارع حافظوا على أولادكم في المدارس، حافظوا على أولادكم في ذهابهم وإيابهم
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد