الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله واعلموا أنه لا
يقدر قيمة هذا الشهر العظيم إلا من وفقه الله عز وجل، أما من حرمه الله من خيره
فإنه لا يعتبر هذا الشهر إلا كغيره من الشهور يمر عليه ويخرج وينتهي ما استفاد منه
شيئًا، فمن الناس من لا يعرف هذا الشهر إلا أنه شهر النوم، شهر السهر بالليل على
اللعب واللهو، والغفلة والضحك والمزاح، والنوم بالنهار، حتى يترك الصلوات الخمس
ولا يصليها في وقتها.
ومن الناس من لا يعرف هذا الشهر إلا أنه شهرٌ لتنويع المآكل والمشارب،
فلذلك يجمع في بيته من كل صنوف الأطعمة والأشربة والمستلذات ويشتغل بتناولها، حتى
يثقل عن طاعة الله ويتكاسل عن الصلاة المفروضة، مع أن هذا الشهر شهر الجوع والظمأ،
شهر القيام بالليل، شهر العبادة. وإنما يتناول الإنسان مما أحلَّ الله له قدر ما
يعينه على طاعة الله عز وجل ولا يسرف في المآكل والمشارب. قال الله جل وعلا: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ
وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]. ومن الناس من لا يعرف هذا الشهر
إلا أنه شهرٌ للتجارة بالبيع والشراء، والذهاب إلى الأسواق للبيع والشراء، فطول
نهاره ومعظم ليله في الأسواق، ولا يجعل نصيبًا للعبادة التي خصَّ الله بها هذا
الشهر. لا نقول أن الدكاكين والمحلات التجارية تُغلق في شهر رمضان، لكن نقول يجعل
لصلاة
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد