التراويح والعبادة نصيبًا، وهي لا تأخذ وقتًا طويلاً على المسلم، فيجمع بين
خيري الدنيا والآخرة؛ فإن هذا الدين جاء بخيري الدنيا والآخرة؛ فيجعل الإنسان
للعبادة وقتًا ويجعل لطلب العلم وقتًا آخر، ولا تنافي. أما إنه يجعل كل الليل
والنهار للبيع والشراء والذهاب إلى الأسواق فهذا حرمانٌ ولو حيزت له الدنيا
بحذافيرها فهو خاسرٌ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي
سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن
كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ
ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ
وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢﴾ [الصف: 10- 12].
هذه هي التجارة الرابحة الباقية، وهي طاعة الله عز وجل والدنيا لا تتعارض
مع الآخرة إذا استعملها الإنسان بحكمةٍ وجعل للعبادة وقتًا ولطلب الرزق وقتًا آخر،
ومن الناس من لا يعرف هذا الشهر إلا أنه يذهب إلى الأسواق التجارية، الأسواق
الحديثة التي تجتمع فيها النساء، فيقارع النساء، ويتابع النساء، أو يغازل النساء
أو يلاحقهن ولا يستحي من الله ولا يستحي من الخلق، ولا يحترم الشهر فلا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم، فاتقوا الله عباد الله. قال الله جل وعلا: ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ
شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، فعظِّموا شعائر الله وحُرُمات الله ﴿وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ
فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن
يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ﴾ [الحج: 30]، فاتقوا الله
عباد الله. قدِّروا شهركم هذا واستغلوه فيما ينفعكم، وما يبقى لكم ذخرًا عند الله،
ولا تضيعوه بالغفلة واللهو فتكونوا من الخاسرين.
ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد