في التحذير من
المعاصي
الحمد لله ﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ
وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ
إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [غافر: 3]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير
والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه إلى يوم البعث والنشور وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واحذروا
المعاصي فإن عقوباتها أليمةٌ وعواقبها وخيمةٌ فلها عقوباتٌ في القلوب ولها عقوباتٌ
في الأرض ولها عقوباتٌ في الأبدان ولها عقوباتٌ في الدنيا والآخرة، أما عقوباتها
في القلوب فإنها تعمي القلوب كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿كَلَّاۖ
بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [المطففين: 14]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَ لَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ
يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم
بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ﴾ [الأعراف: 100]، وإذا
عَمِيَ القلب وانطمست البصيرة فلا فائدة من الحياة؛ لأن صاحب القلب المطموس يكون أحطَّ
من البهائم، ويعيش عيشةً لا خير له فيها وهذه أشد العقوبات، وأما عقوباتها في
الأرض فإنها تفسد الأرض كما قال تعالى: ﴿وَلَا
تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَاۚ﴾ [الأعراف: 85] إفسادها في الأرض أنها تغير الجو،
وتغير البيئة، وتغير النباتات والأشجار والثمار والأنهار، قال سبحانه وتعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ
وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي
عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41]، فما يصيب الثمار وما يصيب
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد