في وجوب
الرجوع إلى الله
عند المصائب والمحن
الحمد لله رب العالمين، يبتلي عباده بالشر والخير فتنةً. ليظهر المؤمن الصابر
الشاكر من المنافق والكافر. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الأول
والآخر والباطن والظاهر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات البواهر.
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والمفاخر وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واحذروا
المعاصي فإن عقوبتها أليمةٌ. وعاقبتها وخيمةٌ. كم دمرت من ديارٍ! وكم أهلكت من
حروثٍ وأشجارٍ! وكم غورت من مياهٍ وآبارٍ وكم أتلفت من مزارع وثمارٍ! قال الله
سبحانه وتعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ
فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي
عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41]. أخرج الله آدم عليه السلام من الجنة بسبب ذنبٍ واحدٍ، لما
أكل من الشجرة التي نهاه الله من الأكل منها أخرجه الله من دار النعيم والسرور إلى
دار الشقاء والتعب والهموم، أهلك الله سبحانه وتعالى القرون الأولى من قوم عادٍ
وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدْيَنَ والمؤتفكات ﴿أَتَتۡهُمۡ
رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن
كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ﴾ [التوبة: 70] الله سبحانه وتعالى إذا غيَّر العباد غير عليهم ﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن
قَرۡيَةِۢ بَطِرَتۡ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ
بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾ [القصص: 58]، ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ
خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾ [النمل: 52]، وهذه سُنَّة
الله جل وعلا في الأولين والآخرين أن من خالف أمره وارتكب نهيه فإن
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد