×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الله جل وعلا يعاقبه بالعقوبة الأليمة ﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ [العنكبوت: 40] حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير الأمم بعد الأنبياء لمَّا حصلت منهم بعض المخالفات عاقبهم الله عز وجل بها، ففي وقعة أحدٍ عاقبهم الله وسلَّط عليهم عدوَّهم بسبب ذنبٍ ارتكبه بعضهم حيث خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في موقعهم الذي أقامهم فيه وقال لهم: لا تتركوا هذا المكان، فلما تركوه حلَّت بالصحابة النكبة حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ناله منها فهُشِّم المغفر على رأسه وغاصت منه حلقتان في جسده، كُسرَت رباعيته، استشهد من المسلمين سبعون وجُرِحَ منهم الكثير بسبب معصيةٍ وقعت من بعضهم، وفي غزوة حنين أصيب المسلمون بسبب كلمةٍ قالها بعضهم قالوا لن نُغلَب اليوم من قلةٍ فقال الله سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ٢٦ [التوبة: 25، 26]، والله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين أحدٍ نسبٌ ولا يحابي أحدًا بل يجازي كلًّا بعمله إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ، واليوم غزاكم عدوكم بقوته الهائلة وجنوده الكثيرة ونزل في أرضكم يهدد ويتوعد ليغير دينكم ويغير الحكم في بلادكم إن تمكن من ذلك كما قال الله سبحانه وتعالى ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ [البقرة: 120] ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ [البقرة: 135]،﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ


الشرح