×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

عباد الله، فإن الأعمال الصالحة دائمةٌ ومستمرةٌ في حياة العبد لا تنقطع إلا بموته قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ» ([1]). وقال جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ [الحجر: 99]، فعمل المسلم متواصلٌ من حين يبلغ سن التكليف إلى أن يتوفَّاه الله، وفي مقدمة الأعمال الفرائض التي افترضها الله سبحانه وتعالى وتجنب المحرمات التي حرَّمها الله ثم مع ذلك ما تيسَّر من النوافل فإن النوافل تكمِّل الفرائض إذا حصل فيها نقصٌ يوم القيامة، ولذلك شرع الله بعد كل فريضةٍ نافلةً من جنسها فجعل بعد الصلاة نافلةً من جنسها وهي الرواتب، وجعل بعد الزكاة نافلةً من جنسها وهي صدقات التطوع، وجعل بعد الصيام نافلةً من جنسه وهي صيام ستة أيامٍ من شوال وصيام يوم الاثنين والخميس من كل أسبوعٍ، وصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، وصيام شهر الله المحرم وآكده العاشر وصيام يومٍ قبله أو يومٍ بعده ثم من كان عنده زيادة رغبةٍ في الصيام فإنه يصوم يومًا ويفطر يومًا كما كان صيام داود فالله جعل بعد كل فريضةٍ نافلةً من جنسها ليتواصل عمل المسلم، وجعل قيام الليل أفضل ما تطوع به العبد،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2682).