×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

قال صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ» ([1]) فيقوم الإنسان من الليل ما تيسر له، ويختم ذلك بالوتر ويكون مع المستغفرين في الأسحار الذين قال الله فيهم: ﴿وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ [الذاريات: 18] فلا ينسى الإنسان نفسه؛ لأن بعض الناس قد يفرِّط في الفرائض دعك من النوافل قد يفرط في الفرائض، ويتساهل فيها، وهذا جهلٌ وغرورٌ بالله سبحانه وتعالى، وتضييعٌ لحياة هذا الإنسان المسكين، فعلى المسلم أن يحافظ على طاعة الله عز وجل فرضها ونفلها وأن يداوم عليها إلى أن يأتيه الموت، ويختم له بخاتمةٍ حسنةٍ ولا يفرِّط ولا يضيع ولا يمهل بل يكون على حذرٍ دائمًا وعلى صلةٍ بربه عز وجل دائمًا وأبدًا وأن يكون ملازمًا للأعمال الصالحة قال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبَّ الأَْعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ» ([2]) فيداوم على العمل الصالح لا سيما الفرائض -وهذه لا جدال فيها- الفرائض هي رأس المال وأما النوافل فهي ربحٌ كربح التجارة. قال تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١ [الصف: 10، 11] هذه هي التجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالى.

ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله....

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1163).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6100)، ومسلم رقم (783).