في فضل
الشهادتين
الحمد لله رب العالمين، على فضله وإحسانه، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له
الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا
إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واعلموا أن الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله، هُما الركن الأول من أركان الإسلام وهما أساس الدين، وقوام الملة لا يستقيم الدين ولا يصح ولا ينفع حتى تستقيم الشهادتان، وهاتان الشهادتان يعلنان دائمًا وأبدًا، في الأذان وفي الإقامة للصلاة وفي التشهد الأول والتشهد الأخير من كل صلاةٍ ويعلنان في الخطب لأهميتهما وتذكير الناس بهما وهما ليسا مجرد لفظٍ يقال باللسان وإنما هما شهادتان عظيمتان لا بد أن يحققهما المسلم نطقًا واعتقادًا وعملاً. فشهادة أن لا إله إلا الله معناها ومقتضاها أن الإنسان لا يعبد إلا الله عز وجل ويترك عبادة ما سواه، ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين: «قُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ تُفْلِحُوا» ([1]). قالوا: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ ٥ وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ ٦ مَا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِي ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡأٓخِرَةِ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا ٱخۡتِلَٰقٌ ٧﴾ [ص: 5- 7].
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد