×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

فهموا وهم مشركون، فهموا معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وأنهم إذا قالوها فإنه يلزمهم أن يتركوا عبادة الأصنام وعبادة غير الله عز وجل كائنًا من كان، وهم لا يريدون ذلك، يريدون أن يبقوا على الشرك لكن كثيرًا ممن ينتسبون إلى الإسلام اليوم يقولون لا إله إلا الله ولكنهم لا يفقهون معناها، ولا يعملون بمقتضاها، يظنون أنها مجرد لفظٍ يقال باللسان ولذلك يدعون غير الله ويستغيثون بالأموات ويذبحون للقبور وينذرون لها ويطوفون بها، كما كان المشركون الأولون يفعلون مع الأصنام.

لكن المشركين الأولين أبوا أن يقولوها إنفةً وحميةً لدينهم، وأما هؤلاء فلا يبالون ويظنون أن لا إله إلا الله مجرد لفظٍ يقولها بلسانه دون أن يغير شيئًا من واقعه ومما هو عليه ومما عليه آباؤه وأجداده. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلذلك لا تنفعهم لا إله إلا الله حتى يحققوا مدلولها ومعناها ويستقيموا عليها قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ [فصلت: 30] لا يكفي أنهم يقولون ﴿رَبُّنَا ٱللَّهُ [فصلت: 30] بل لا بد أن يستقيموا على هذا وأن يخلصوا العبادة لله، ويخلصوا الطاعة لله عز وجل، ويتركوا ما نهى الله عنه.

وأما شهادة أن محمدًا رسول الله فمعناها أن تقرَّ بلسانك وتعتقد بقلبك أن رسول الله حقًّا وتعلن ذلك، فالذي يقول أشهد أن محمدًا رسول الله بلسانه ولكنه لا يعتقد ذلك بقلبه فهذا منافقٌ كما قال الله جل وعلا: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ ١ ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ ٣ [المنافقون: 1- 3] فهم يقولون نشهد أن محمدًا


الشرح