الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم- تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، إن
كثيرًا من الناس لا يعرفون الهجرة إلا أنهم يحتفلون في هذه الأيام بذكرى الهجرة،
يقيمون احتفالاتٍ ويقدمون الخطب والقصائد والكلام الكثير، ولكن لا يعرفون معنى
الهجرة ولا يعملون بالهجرة فهم لا يهجرون الذنوب والمعاصي، ولا يهاجرون من بلد
الكفر إلى بلد الإسلام وإنما نصيبهم من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وذكراها
هذه الاحتفالات وهذه المآكل والمشارب التي يأكلونها ويقدمونها بهذه المناسبة، وهذا
الاحتفال بدعة ما أنزل الله بها من سلطان فالاحتفال بالذكريات كلها من البدع، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ
الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُْمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، و«عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ يَدَ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ،
وَمَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ» ([2]).
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد