الخوف من
الله تعالى وثمراته
ومضار الخوف من غيره
الحمد لله معز من خافه واتقاه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،
ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، ومن والاه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الخوف من الله سبحانه وتعالى عبادةٌ عظيمةٌ هو من أجلِّ أنواع العبادة وقد وعد
سبحانه من خافه واتقاه بالنصر في الدنيا والنعيم في الآخرة قال الله سبحانه: ﴿وَقَالَ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمۡ لَنُخۡرِجَنَّكُم مِّنۡ أَرۡضِنَآ أَوۡ
لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۖ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ رَبُّهُمۡ لَنُهۡلِكَنَّ
ٱلظَّٰلِمِينَ ١٣ وَلَنُسۡكِنَنَّكُمُ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَافَ
مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ
١٤﴾ [إبراهيم: 13، 14] وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ
غَيۡرَ بَعِيدٍ ٣١ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ
حَفِيظٖ ٣٢ مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ
وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ
٣٣ ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ ٣٤ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ ٣٥﴾ [ق: 31- 35]، وقال سبحانه: ﴿وَلِمَنۡ
خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: 46] وقال سبحانه: ﴿وَأَمَّا
مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤١﴾ [النازعات: 40، 41]، وأما من خاف من غير الله سبحانه وتعالى من المخلوقين
فإن كان مع هذا الخوف عبادةٌ للمخلوق وتقربٌ إليه بشيءٍ من العبادة يخاف شره ويرجو
خيره فهذا شركٌ أكبرٌ مخرجٌ من الملة إن مات عليه صاحبه فهو خالدٌ مخلَّدٌ في
النار قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد