بمناسبة يوم
عاشوراء من
شهر الله الحرام
الحمد لله ولي الصالحين، وقاصم الجبابرة والمتكبرين، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق
الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعتبروا
بما قصَّه الله عليكم من قصص الماضين، ومن ذلك ما قصَّه الله سبحانه وتعالى عن
موسى وفرعون. قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿طسٓمٓ ١ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ ٢ نَتۡلُواْ عَلَيۡكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرۡعَوۡنَ بِٱلۡحَقِّ
لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ٣ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا
فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ
يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ
٤ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ
فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ
وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ ٦﴾ [القصص: 1- 6] إلى آخر
الآيات، وفرعون لقبٌ لمن يملك مصر في القرون الماضية يقال له فرعون، وكان هذا
الملك المعني في هذه الآيات، كان ملكًا جبَّارًا متكبرًا عاتيًّا بلغ به الكبر إلى
أن ادعى الربوبية فقال: ﴿أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24]، وكان شعبه
يتكون من فئتين، الفئة الأولى: الأقباط: وهم جماعته وطبقته وهم الملأ الذين
بأيديهم الثروة وبأيديهم المناصب وبأيديهم السلطة، والفئة الثانية: بنو إسرائيل،
من أولاد يعقوب عليه السلام وكانوا مستضعفين تحت طبقة الأقباط يسيطرون
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد