في الشكر على نعمة
الإسلام
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة وأجلِها نعمة الإسلام، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ [الرحمن: 78]، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله أرسله إلى كافة الأنام صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا على الدوام.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ
لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3].
عباد الله، إن هذا الإسلام هو الدين
العظيم الذي اختاره الله لهذه الأمة، ولم يقبل دينًا سواه قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ
ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19] وقال تعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، فأي دينٍ
غير دين الإسلام فإنه مردودٌ عند الله سبحانه وتعالى، والإسلام هو الاستسلام لله
بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله هذا هو الإسلام، الانقياد
لله بالتوحيد، وذلك بعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه كما قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا
تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36]، ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25] والانقياد له بالطاعة فمن أسلم لله، فإنه ينقاد لطاعة
الله، فيفعل ما أمر الله ويترك ما نهى الله عنه هذا هو الانقياد، وقد بيَّن النبي
صلى الله عليه وسلم أن هذا
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد