ما يكون عليه
المسلم بعد
شهر رمضان
الحمد لله رب العالمين. مازال يوالي على عباده مواسم الخير والإنعام. أحمده
على فضله العام، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه البررة
الكرام.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أولاكم من الخير فإنه سبحانه وتعالى، مازال يوالي عليكم مواسم الفضل فما انتهى شهر رمضان حتى أعقبه بأشهر الحج إلى بيته الحرام قال الله سبحانه وتعالى﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾ [البقرة: 197]، وهذه الأشهر هي: شهر شوال، وشهر ذي القعدة، وعشر أيامٍ من ذي الحجة من أحرم بالحج في هذه الفترة صح إحرامه، ولكن المناسك إنما تُؤدى في أوقاتها التي حددها الله لها وأما الإحرام فيجوز تقديمه من أول يومٍ من شهر شوال؛ لأنه أول أشهر الحج وهذه الأشهر لها فضائل عظيمةٌ، فشهر شوال هو أول أشهر الحج، وكذلك يستحب صيام ستة أيامٍ منه إتباعًا لرمضان قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» ([1]) وذلك أن الحسنة بعشر أمثالها وشهر رمضان عن عشرة أشهرٍ، وستة أيامٍ عن شهرين فهذه اثنا عشر شهرًا وهي شهور السنة فمن صام رمضان وأتبعه ستةً من شوال فكأنما صام السنة كلها في الفضل وهذا فضلٌ من الله سبحانه وتعالى، وأما شهر ذي
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد