×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه. والشكر له على توفيقه وامتنانه. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتحفَّظوا من ألسنتكم فإن حصائد ألسنتكم خطيرةٌ، لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبلٍ رضي الله عنه ما يقربه إلى الجنة وينجيه من النار من الأعمال الصالحة أشار صلى الله عليه وسلم إلى لسانه فقال: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا»، قال معاذٌ رضي الله عنه: وَهَلْ نَحْنُ مُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([2]). وآفات اللسان خطيرةٌ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْه -يعني اللسان- وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ» ([3]). فعلى المسلم أن يحفظ لسانه وألا يتكلم إلا بما فيه خير له وللمسلمين وأن يكُفَّ عن الكلام الذي لا يجدي أو يؤثم، فقد جاء في الحديث


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5672)، ومسلم رقم (47).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6109).