×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في ختام شهر رمضان

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبمحض فضله تُغفَر الذنوب، وتُنال الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من الأسماء والصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان كل أيامه طاعاتٌ وعلى آله وأصحابه المداومين على فعل الخيرات وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعتبروا بمرور الليالي والأيام، فهذا شهر رمضان أوشك على الانصرام وعزم على الرحيل بعد المقام وهو شاهدٌ عليكم بما أودعتموه عند الملك العلام، فمن كان محسنًا فعليه بالإتمام ومن كان مسيئًا فعليه بالتوبة، فإن العمل بالختام، عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى شرع لكم في ختام هذا الشهر أعمالاً جليلةً تودعونه بها وتتبعونه إياها زيادةً في الخير وتكفيرًا للخطأ والتقصير، شرع لكم في ختام هذا الشهر أن تكبروه فقال سبحانه وتعالى:﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ  [البقرة: 185]، فيستحب التكبير في ليلة العيد وعند خروج الناس إلى المصلى، يكبر المسلم ويرفع صوته بالتكبير في المساجد والطرقات وفي البيوت. وصفة التكبير أن يقول: الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. يكرر هذا، ويكثر منه في ليلة العيد عملاً بهذه الآية الكريمة وشكرًا لله سبحانه على ما وفقه لإدراك هذا الشهر وإكماله، ومما شرعه الله في ختام هذا الشهر إخراج صدقة الفطر، وهي زكاةٌ عن البدن طُهرةٌ للصائم من اللغو 


الشرح