بمناسبة يوم عاشوراء من
شهر الله الحرام
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، وناصر من استنصر به ولاذ بحماه، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى فإن الله
تعالى يقول: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ
أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ
وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ
ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ
وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ
مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ
إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣﴾ [الطلاق: 2، 3].
عباد الله، إن المسلمين في هذه الأيام
يعيشون ظروفًا صعبةً بسبب الحرب القريبة منهم، والتي حلَّت بين ديارهم على أيدي
أعدائهم من الكفار فالواجب على المسلمين أولاً أن يتذكروا أن سنة الله سبحانه
وتعالى في خلقه أن يبتليهم قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿الٓمٓ ١ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا
وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ
٣﴾ [العنكبوت: 1- 3]، وفيما جرى لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه على
أيدي الكفار العبرة والعظة فقد جاءوا في غزوة أحدٍ بمجموعهم وقوتهم وعسكروا عند
المدينة فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه وتخلف المنافقون ولم
يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل الإيمان الصادق، ودارت المعركة وانتصر
المسلمون في أولها بسبب
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد