الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى،
وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في
ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن المعاصي تتفاوت فمنها ما يُخرِج من الدين، ويجعل صاحبها كافرًا مرتدًّا عن دين الإسلام كالشرك بالله والكفر بالله وارتكاب نواقض الإسلام، فهذا إذا مات على هذه الحالة فإنه خالدٌ مخلدٌ في النار لا طمع له في رحمة الله ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ٍ﴾ [المائدة: 72]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ومَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» ([1])، ومن المعاصي ما هو كبائرٌ دون الشرك لا يُخرِج من الملة، ولكنه ينقص الدين نقصًا ظاهرًا، ويفسق صاحبها، وهذا إذا لم يتب صاحبها منها فإنه تحت مشيئة الله، إذا مات على ذلك ولم يتب في حياته قبل موته، وواجه ربه بهذه الكبائر فإنه تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذَّبه في جهنم، ومن الذنوب ما هو صغائرٌ دون الكبائر تُكفَّر بالتوبة أو تُكفَّر
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد