×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في بيان مفسدات الصيام

الحمد لله ذي الفضل والإنعام. أهلَّ علينا شهر الصيام والقيام، وجعله موسمًا لذوي الهمم والاغتنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه العظام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من صلى وصام واستقام على الطاعة على الدوام -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام- وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى واشكروه على ما خصكم به من الفضل والإنعام.

عباد الله، قال الله سبحانه وتعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 183] أخبر سبحانه وتعالى أنه فرض الصيام على هذه الأمة كما فرضه على الأمم السابقة، وأخبر أن الصيام سببٌ لتقوى الله سبحانه وتعالى، فالصيام فيه فوائدٌ عظيمةٌ ولهذا شرعه الله لأنبيائه وعباده المؤمنين لما يعلمه فيه من الخيرات، أعظمها أنه يكسب صاحبه تقوى الله ﴿ۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ، وقد اختص الله الصيام لنفسه من بين سائر الأعمال تشريفًا له، فقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الذي رواه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصَّوم لِي،وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي» ([1])، فالصائم ترك شهوته التي تحبها نفسه طاعةً لربه سبحانه وتعالى من أجل الله، فلذلك شكر الله له هذا الصنيع واختصَّ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7054)، ومسلم رقم (1150).