الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن أكل الحرام واستعمال الحرام له عقوباتٌ عاجلةٌ وآجلةٌ، فالذي يأكل الحرام أو
يلبس الحرام أو يشرب الحرام لا يُستجاب له دعاءٌ قال صلى الله عليه وسلم في الرجل
يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرامٌ وملبسه حرامٌ
ومشربه حرامٌ فأَنَّى يستجاب لذلك، وطلب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من النبي
صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له بأن يكون مجاب الدعوة، فقال له صلى الله عليه
وسلم: «يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تُجَب دَعْوَتَكَ» ([1]). فمن أراد أن يُستجاب دعاؤه فليستعمل الحلال مما أباح الله، ويتجنب
الحرام، المال الحرام إن تصدَّق به صاحبه أو تصدق منه لم يُقبَل؛ لأن الله طيبٌ لا
يقبل إلا طيبًا وإن تركه وراء ظهره كان زاده إلى النار وكان لغيره الثمر وله الشوك
-العياذ بالله-، وإن أكل منه وغذي جسمه به فالنار أولى به.
فاتقوا الله عباد الله وأطيبوا مكاسبكم، وأطيبوا ما تأكلون وما تدخرون في
بيوتكم مما أحلَّ الله لكم ففي الحلال غنيةٌ عن الحرام والحمد لله.
ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد