×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 في شكر النعم ولا سيما

نعمة الأمن

الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة. لا نُحصي لنعمه عددًا، ولا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وعد الشاكرين لنعمه بالمزيد. وتوعد الكافرين لنعمه بالعذاب الشديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الشاكرين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن نعمة الأمن من أعظم النعم بعد نعمة الإسلام؛ لأنه يأمن الإنسان فيه على نفسه وعلى ماله وعلى عِرضه وبه تتم النعمة، وبه يطمئن الناس في بلادهم ومساكنهم بالأمن والاستقرار، فحينما يستتب الأمن، يمتد الناس في طلب الأرزاق، وفي مصالحهم ومعايشهم فهو نعمةٌ عظيمةٌ يمن الله بها على من يشاء من عباده، وهذه النعمة لا تحصل بقوة السلاح أو قوة العدة والاختراع، أو بالحصون والمباني المنيعة فها هم الكفار يملكون من العدد والعدة أقوى ما في الوجود أقوى ما في الدنيا ومع هذا هم في اضطرابٍ وقلقٍ وحيرةٍ ولم ينفع اليهود حصونهم، حيث ظنوا: ﴿أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ [الحشر: 2] وسلَّط الله عليهم رسوله والمؤمنين.

إن الأمن لا يحصل إلا بالأسباب التي جعلها الله أسبابًا لتحصيله، وأعظم هذه الأسباب توحيد الله جل وعلا بعبادته وحده لا شريك له


الشرح