×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السادس

 والإيمان به والعمل الصالح كما قال تعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ [النور: 55]، فجعل توحيد والإيمان به والعمل الصالح أسبابًا لتوفر الأمن وبفقد هذه الأسباب يفقد الأمن، وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ [الأنعام: 82] ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ آمنوا بالله ووحدوه وأطاعوه وأخلصوا له العبادة ﴿وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أي لم يخلطوا توحيدهم بشركٍ، فالظلم هنا هو الشرك كما فسره بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ أما غيرهم فلا أمن لهم ﴿وَهُم مُّهۡتَدُونَ أو إنما الأمن في الدنيا والأمن في الآخرة بسبب الإيمان وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وكذلك من أسباب الأمن طاعة ولاة أمور المسلمين لجمع الكلمة ووحدة الصف، ولهذا قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ [النساء: 59]، فالله سبحانه وتعالى أمر بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر من المسلمين؛ لأن شق عصا الطاعة والخروج عن الجماعة، والخروج على ولاة الأمور يسبب تفرق الكلمة وضعف القوة، وتسلط الأعداء وسفك الدماء وسلب الأموال وتسلط الظلمة، والله أمر بنصب ولاة الأمور من المسلمين ليقيموا العدل بين الناس، ويمنعوا الظلم ويقيموا الحدود، حتى يستتب الأمن والاطمئنان في البلد، ومن أسباب الأمن إقامة الحدود التي جعلها الله رادعةً للمجرمين عن إجرامهم وبغيهم وفسادهم قال الله سبحانه وتعالى:﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 179]، 


الشرح