الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى. كان
غلامٌ من اليهود يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فحضرته الوفاة فجاء إليه النبي صلى
الله عليه وسلم يزوره فقال له: يا غلام قل: لا إله إلا الله، فنظر الغلام إلى
أبيه، فقال له أبوه: أَطِع أبا القاسم. فقال الغلام: لا إله إلا الله. فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لأصحابه: تولوا أخاكم (يعني جهِّزوه وكفِّنوه؛ لأنه صار مسلمًا
وختم له بالإسلام، فصار له حكم المسلمين)، ثم قال صلى الله عليه وسلم: الحمد لله
الذي أنقذه بي من النار. فهذا دليلٌ على فضل هذه الكلمة عند الله سبحانه وتعالى.
ما بالكم بكلمةٍ تعدل السماوات والأرض ومن فيهن، إنها كلمةٌ عظيمةٌ.
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ كعَدْل عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلاَ يكون أَحَدٌ أَفْضَل مِنه إِلاَّ رجل عَمِلَ مِثْلَ عَمَلِهِ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الصفحة 1 / 521
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد